سورة مريم - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)}
{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرحمن مَدّاً} أي يمهله ويملي له، واختلف هل هذا الفعل دعاء أو خبر سيق بلفظ الأمر تأكيداً {حتى} هنا غاية للمدّ في الإضلال {إِمَّا العذاب} يعني عذاب الدنيا {شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً} في مقابلة قولهم خير مقاماً وأحسن ندياً.


{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)}
{والباقيات الصالحات} ذكر في [الكهف: 47] {وَخَيْرٌ مَّرَدّاً} أي مرجعاً وعاقبة {أَفَرَأَيْتَ الذي كَفَرَ} هو العاصي بن وائل {لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} كان قد قال: لئن بعثت كما يزعم محمد ليكونن لي هناك مال وولد {أَطَّلَعَ الغيب} الهمزة للإنكار، والرد على العاصي في قوله: {كَلاَّ} ردّ له عن كلامه {سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} إنما جعله مستقبلاً لأنه إنما يظهر الجزاء والعقاب في المستقبل {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ العذاب مَدّاً} أي نزيد له فيه {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} أي نرث الأشياء التي قال إنه يؤتاها في الآخرة، وهي المال والولد، ووراثتها هي بأن يهلك العاصي ويتركها، وقد أسلم ولداه هشام وعمرو رضي الله عنهما {وَيَأْتِينَا فَرْداً} أي بلا مال ولا ولد ولا ولي ولا نصير.


{كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}
{سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ} قيل: إن الضمير في يكفرون للكفار وفي عبادتهم للمعبودين، فالمعنى كقولهم: ما كنا مشركين، وقيل: إن الضمير في يكفرون للمعبودين، وفي عبادتهم للكفار، فالمعنى كقولهم: {مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} [يونس: 28] {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} معناه يكون لهم خلاف ما أمّلوه منهم فيصير العز الذي أمّلوه ذلة، وقيل: معناه: أعداء {أَرْسَلْنَا الشياطين عَلَى الكافرين} تضمن معنى سلطاناً له ولذلك تعدّى بعلى {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} أي تزجهم إلى الكفر والمعاصي {فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ} أي لا تستبطئ عذابهم وتطلب تعجيله إنما {نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} أي نعد مدّة بقائهم في الدنيا، وقيل: نعدّ أنفاسهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8